بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

تأمل عابر

 كل إنسان في هذه الحياة يتبع منهجا يقرر به طريقة حياتِه. هل يصلح أن تكون اجتماعياً غارقا في المناسبات وأنت لا تطيق التجمعات؟ وهل يصلح أن تختار العزلة والصمت وأنت لا تطيق الحياة دون خروج، وتغيير جو؟ كل إنسان يختلف عن الآخر، فلا منهج صحيح أو خطأ، نحن نعيش ونتعايش ونجرّب.

يميل كثيرون إلى افتراض أن الحياة الناجحة هي النمطية المبنية على الاستيقاظ مبكرا، ومن ثم العمل بلا توقف حتى المساء. وفعلا يحقق البعض ذواتهم بهذه الطريقة، ثم يأتي لك مغني روك كسول غارق في المخدرات ويحقق ملايين الملايين! ألا يكفي هذا لنعلم أنه لا وصفة حياة نمطية تضمن لك النجاح؟
كذلك خيارات الوظيفة! تلزمك الحياة أن تأكل عيشك وأن تتسبب في جلب الرزق. هل تعمل لتعيش؟ هل تعيش لتعمل؟ هل تريد أن تكون مدمن عمل يعود لمنزله في نهاية الليل ويتمنى ترقية استثنائية؟ هل تفضل أن تكون تاجراً وتغامر في السوق وتجازف في أوضاعه المتقلبة؟ ماذا تختار؟ ماذا تُريد؟
ماذا عن الذي يختار أمرين يستهلكان العمر والصحة؟ يعمل في شركة، وفي المساء لديه شركة يعمل بها، حياته عمل في عمل. البعض ينجح، والبعض لا يتمكن من الجمع بين أمرين فيستقيل من أجل شركته، أو يبيع الشركة من أجل وظيفته، ماذا تريد؟ تريد النجاح؟ إذن التضحية، والإرادة، والصبر، والتخطيط.
ثمة خيارات أخرى في هذه الحياة، كأن تحترف الجريمة، أن تتجول في الأحياء حاملا سلاحك، أو أن تسلك طريق العنف سواء ذلك القانوني في جيوش الدول أو ذلك غير القانوني في المليشيات الفوضوية. هؤلاء لا يفكرون بهذه الحياة النمطية، ولا يخططون لحياة طويلة، يقامرون وقد يصبح أحدهم ناجيا نمطيا!
وماذا عن الذي يعيش متصعلكا! حياته نزهة بين الأرصفة ونزوة من العلاقات المؤقتة. يحمل جيتاره، أو حقيبته ويتجوّل بلا توقف، يصبح الطريق وطنه! أليس هذا خيار يستحق التمعن بعض الشيء؟ ماذا خسر؟ وماذا كسبَ؟ الحياة مجموعة منظمة من القيود المعقولة. لا مفر من الاعتراف بهذه الحقيقة الصادمة!