سأكتبُ هُنا. ربما لأنَّ
الكتابة لا تخلو من بعض الثوريَّة ضد مبناها، أما معناها فهو ثائر بالفطرة، ربما
ليس في هذا السرد العادي. عاد تويتر إلى عادته الغبراء، شُحن بالغضبِ والقنوطِ
والحقدِ وأصبح مَرتعاً لنفوسٍ أعرف ماهيَّتها جيدا، كنتُ منها لسنواتٍ قبل أن
أنتبِه إلى ضرورة تخليص المرء لنفسِه من نفسِه.
كان يوما مُرهقا، استيقظت على
غير عادتي في السابعة صباحا، ثمَّ ذهبت إلى مقرِّ شركة [مواصلات] اليوم فعاليةٌ
برعاية وزارة الشباب والثقافة والرياضة، رحلةٌ في أرجاء مسقط بالحافلة. عادت بي
ذكريات الغُربة، والحافلات التي لا خيار غيرَها يناسبُ لاجئا مُفلسا، من مقرِّ
مواصلات إلى المُتحف الوطني إلى مول مسقط في المعبيلة سيتي. من هُناك إلى السوادي،
لماذا؟ لأنَّ عرضا للرياضات الجويَّة كان يفترض أن يحدث قبل غروب الشمس، الهواء
خرَّب الخطط ولم يطر كثيرون. من السوادي إلى مسقط إلى عصابةِ الدفع الرباعي ونقاش
لا ينتهي عن خططنا القادمة. اللغة جافَّة، والدماغ ممتلئ بالتعب، ويجب أن أنقرض
إلى النوم، لا يمكن اشتهاء الكتابة وأنت متعب، ولا يمكن أن تقضي وطرك وذهنك مرهق
حد الاكتفاء بهذه السطور البسيطة.