تغيرت
معادلة الكتابة! ولم تتغير معادلات السوشال ميديا. سدنة الكلام القليل باستحقاقهم
الغريب! لا يريد أن يقرأ، يريد من هذا العالم أن يصنع له تروق لعينيه. إن لم تستطع
أن تكتب ذلك الطنين المرير في أفكارك فماذا عليك أن تفعل! قبل أن أنطلق في إدانة
عصر تويتر البائد، تويتر [140] حرف، والذي لم يفعل أكثر من أن يتضاعف ببخلٍ منقطع
النظير والنظائر، لم تكن تستطيع كتابة فقرة كاملة، النقاش مبتور، الأفكار تقتصر
على المجردات الصافية، وكأنك تكتب صورة مجازية لا أكثر. فقد الكلام معناه بسبب
سطوة هذه الأداة، وانهارت أدوات كثيرة، شارحة، ومعللة، وموضحة، لماذا؟ لأن إنسانا
[مستكاوداً] يفضل أن يقول العالم ما لديه على هيئة رشقات سريعة؟ على الأقل، تستطيع
الآن أن تكتب فقرة كاملة، أن تكتب يومياتك، أن تستفيض في الحديث وتقول ما لديك
وأنت لست خائفا من مقصلة النهاية التي فرضها عليك مبرمج متسلط هو وحزمة ملفات
الأكسل التي يعبدها، وأوثان الأرقام [والتريند]، حذفت تويتر بالأمس، بعد أن أصبت
باليأس منه، أقضي ساعات يوميا وأنا أكتب، وقبل أن أدين عصر تويتر البائد، أستطيع
أن أقول له شكراً لأنه علمني الاختصار، في عصر سابق وصلت تدويناتي إلى مئات الصفحات،
والآن، أستطيع أن أقول ما لدي في عشر صفحات، المحزن هو قدرتك على توثيق ذلك، على
وضعه في مكان يضمن لك خلوده وخروجه من [تايملانيَّته] المقيتة. لا مزيد من الكتابة
الماشيئفائدية [التايملانيَّة] القادم هو الحروف، والسطور، والكلمات، والكتابة،
الكثير الكثير من الكتابة. لقد كتبت فقرة كاملة ولا أشعر باقتراب المقصلة، أكتب
بانطلاق حقيقي وصادق وهذا العدد السخيف قد امتلأ فقط إلى ثلاثة أرباعه!
ما فعله
عيلون عظيم، أعاد بعض الإنصاف لمن ينتجون اللغة، أعطاهم قليلا من مزايا العصر
الخوارزمي المجيد، تويتر جمع ما في الضفتين، التدوين القصير، والتدوين الحقيقي،
هذا الذي تستمتع بالكتابة فيه، لأنك تحب أن تكتب، لأنك تمرن أصابعك، سئمت من تدريب
[المعنى] الذي مارسه علينا تويتر، وقد جاء عيلون، من أقاصي بطاريات التسلا ومحركات
صواريخ المريخ، جاء ليعيد الكتابة إلى نصابها الصحيح، يمكنك أن تقرأ مقالات، لا
مزيد من الثريدات، ولا حاجة للضغط النفسي، والعصبي، والقرف، والقلق، نفس الكتابة
سيرتفع، القدرة على التعبير، كل ما عليك فعله هو أن تضع خلاصة الخلاصة في أول
مائتين وثمانين حرفا، والباقي يمكنك أن تخوض بحار التداعي، والتأمل باللغة،
والتفكير بخط مقروء، يا إلهي، وكأنني في لحظة من لحظات التدوين المجيدة.
ينتصر
النثر، يمكنك أن تنشر قصيدة كاملة، هذه المنصة التي تعودت العين عليها، وتعودت
الأصابع على رؤية الكلمات تتكون خلالها ستصبح خلال وقت قصير منصة اللغة، كاد تويتر
أن ينهار، وكاد أن يصبح منصة مقرفة مخصصة لكل هؤلاء ذوي النفس القصير، إن كنت من
ذوي النفس الطويل، من الكبار، من عمالقة الصبر، ووصلت إلى هذه الجزئية، فاعلم أن
الزمن القادم يحتفي بك، وقد حجز لك عيلون مقعدا فيه، يمكنك أن تكتب وأن تقول ما
لديك، لا تخش بخسا، ولا رهقا، لقد عادت الكتابة إلى ما كانت عليه، إنها شهور بسيطة
قبل أن تتعود على ذلك، وستقرأ للأصدقاء الكتاب تأملاتهم، وتعرف أكثر، وتفهم أكثر،
يا إلهي! تستطيع أن تترك الكلام وتستبدل ذلك بهذه النقرات على الأزرار، تستطيع أن
تقاوم تقدم العمر بالكتابة، تستعيد رشاقتك، وفي الوقت نفسه تحافظ على منصة عالية المقروئية.
حتى هذه
اللحظة، أشبعت فكرةً كاملةً بكل ما لدي من قوة وطاقة على الكلام والطباعة، وتويتر
يقول لي كما تقول نار البرد والسلام في الذهن: أكمل الكتابة، لا تخش بخسا ولا
رهقا، يمكنك الآن العودة إلى ملف [الوورد]، وكتابة ما لديك، وتنقيحه، ونشره دفعة
واحدة، لا داعي لتجزئة القصائد، لا مزيد من الكتابة في صورة ونشرها لاحقا، كل ذلك
انتهى! كل هذه السنوات شبه العشر في تويتر قد انتهت إلى نتيجة جميلة، العالم يسير
في الاتجاه الصحيح، نحن لسنا روبوتات، لسنا مثل [شات جي بي تي] الذكي صناعيا الغبي
معنويا، العالم ليس كتلة من المعنى المجرد، نحن بشر، أسلوبنا هو نحن، الكتابة هي
حمضنا النووي الذي يضمن لنا الامتداد خارج نطاق وصولنا المادي، ماذا نريد أكثر من
ذلك؟ لا نريد شيئا، نريد أن نكتب، وأن يسمح لنا العالم بالجمع بين هذه اللذة
العارمة، والقدرة على التواصل مع الناس، الأصدقاء هُنا، تويتر يقول لنا أهلا، ولا
داعي للرحيل هذه المرة، إنه المكوث الكبير، والفرحة العارمة، لا داعي لملف [رتبها]
وتحويل التغريدات إلى تدوينات، يمكن فعل ذلك دفعة واحدة، دون خشية من المقصلة التي
لطالما بترت نهايات الأفكار وهي على وشك البدء في التفاعل التلقائي مع نفسها، أي
حماسة هذه التي في فؤادي، وأي فرحة هذه، بكل سخافة وضحالة اللغة الممكنة، شكرا
عيلون!