الشرطي المتخفي! هذا أقرب مصطلح يمكن أن تختصر به الظاهرة الاجتماعية والنفسية لكل القتلة الذين يجدون في ثغرات القانون فرصةً لإطلاق الرصاص، أو لتطبيق العنف على أي ضعيف يجهل حقوقه، أو أي أعزل يخطئ أبسط خطأ.
مشاهد الفيديو الحقيقية بالعشرات، من جورج فلويد، إلى تلك المرأة التي كانت تزيح الماء المغلي عن النار، إلى ذلك الموظف الذي كان يريد الذهاب للعمل فقال له: وصفك يتطابق مع شخص يسرق سيارات!
يحاول النقاش ورجع قليلا للخلف فإذا بالشرطي يرميه في الأرض بحركة مصارعة وينسف جمجمته في الإسفلت!
وعندما ترى المحاكمات، وثغرات القانون، من النادر أن ترى إدانة إلا إن كانت الجريمة وقحةً، كخنق فلويد الشهير الذي كان أمام مسمع ومرأى العالم. كان قتلا غير مقصود، فالمقصود هو تعذيبه فقط، وإيقاع كل أشكال الضرر عليه، لكنَّ ملك السهم قصده ومات جورج فلويد، قتله شرطي آخر يمارس نزعة الشر باسم القانون.
أطلق النار ثم اسأل لاحقا! هكذا أصبح الشعار، لماذا أطلقت عليه النار؟ وكأنني رأيت مسدسا في يده! كان يهرب منا، وجود مسدس شيء متوقع!
وتتوالى الأعذار ويكثر القتلى. والثغرة دائما شيء من هذا القبيل، رجل فاقد العقل يصرخ في وجه الشرطي، يرفع يده فيتلقى 12 رصاصة متتالية.
كم شرطيا دخل مهنة الشرطة وهو يبحث عن الفرصة التي يزهق فيها روحا؟ كم شرطيا كان يحلم كأي سايكوباثي مجنون باللحظة التي يطلق فيها النار على أي [عذر] على هيئة إنسان يسمح له بالجريمة الكاملة، بالنية الكاملة، بالانتظار الصبور حتى تحين اللحظة التي يصبح فيها قاتلا، باسم القانون.
وأي تشريع هذا يمكنه أن يغير هذه المعادلة؟ بلاد كلها أسلحة، تعبد الأسلحة تتغزل الأسلحة، تتزوج الأسلحة، تتفاخر بها، تكاد لا تتفاخر بأي حق من الحقوق أكثر من حمل السلاح! أي تشريع هذا يمكنه أن يجعل الشرطي الأمريكي إنسانا؟
إنها أمريكا، الغاب، الموت الذي ينتظرك في أي لحظة، والحياة التي تحدث لك في أي لحظة، مزيج تشريعي، وقانوني، وثقافي، فارق في تاريخ العالم، دستور وأحزاب، شعب وطبقات، عنصرية وعدل، وصراع ثقافي يغزو العالم دائما، وهذا وجه واحد من وجوه كثيرة لهذه البلاد التي حتى هذه اللحظة لم تردم ثغرة تجعل الشرطي قاتلا، وتجعل القاتل شرطيا!