بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 5 فبراير 2025

إنه الوقت المناسب حقا!

 مع تطور الذكاء الصناعي، ثمَّة نهضة أخرى تحدث جانبيا في عالم علم النفس. تلك النماذج التحليلية التي كانت تحتاج لأنظمة مكلفة، وساعات عمل هائلة، وأدوات إحصاء وتتبع تتطور الآن إلى أدوات ممكنة. المختص في علم النفس يصبح في هذا العصر الحديث أكثر فاعلية. والحديث عن نماذج الفاعلية لا حصر له.

بلا شك، التضييع الرسمي والمتعمد للوقت، وللحياة، وللبارض، والمزاج، وللروح النضالية في الحياة، بل وحتى للفضول المعرفي أن تحاول شرح ماهية علم النفس للذين لا يريدون معرفة ما يفعله علم النفس. 

الجدال الذي يُخاض دائما مع العقول (البزنسية) خير مثال على ذلك. توجه تساؤلها الإنكاري الصفيق عن علم النفس في عالم التجارة والوظائف! بينما التسويق، والوصول، وعلامة البراند، التوظيف، كلها قائمة على مبادئ نفسية، ومع تطور اختبارات السمات الشخصية، وأدوات التتبع المختلفة في نماذجها يقدم علم النفس إجابات تقترب للدقة، وعموميات مثبتة علمياً، يمكنها تشخيص مشكلة في موظف أو فريق، ويمكنها رفع إنتاجية فريق عمل.

علم النفس الرياضي هذا وحده كوكب متكامل الأركان بكل المليارات التي في عوالم الرياضة. 


النفساني يعيش غربةً حقيقةً في هذه الحياة، كل أدواته التي يقدم بها النفع للعالم مكلفة، ربما حتى هذا الزمان، ولعلها صدفة قدرية لم أخطط لها، لكن بعد عصر الذكاء الصناعي قد يكون هذا الوقت أفضل وقت لدراسة علم النفس، ما يفعله الذكاء الصناعي بتخصصات كثيرة هو أن يزاحم تأثيرها، ويسحب ساعات العمل المدفوعة من متخصصيها، أما في عالم علم النفس، الذكاء الصناعي يقرّب الآن ذلك التأثير المثمر لمختصي علم النفس في مجالات كثيرة.


تلك اللغة المتعارف عليها تخصصيا في مجال علم النفس، كأي لغة متعارف عليها في باقي العلوم، بادئة خيوط بحثية توصلك لإجابات قد تستغرب دقتها!

اليوم من الصعب أن تحلل حسابا في تويتر باستخدام أدوات الذكاء الصناعي، والتحليل اللغوي! خلال سنة، ثلاث سنوات؟ كم خدمة لتتبع الأثر الرقمي سوف تكون جاهزة، ومنها ما هي الآثار الإيجابية لكل هذا على النمو الاقتصادي؟ 


التفكير التقليدي في هيمنة الصناعة على الوظائف محق مرحليا، لكن هل هو محق على المدى الطويل؟ لأن الوظائف التي تشغلها الآلة ستفتح أيضا نموا اقتصاديا، ووظائف جديدة، وتخصصات جديدة، وهُنا الأمر شبه قدري، إلا ربما لهذه العقول الفارقة التي تخطط لحراك العالم الاقتصادي والابتكاري. 


بتُّ متقيناً، هذا الزمان يتجه إلى فاعليةٍ حقيقية لعلم النفس، ليس من النواحي العلاجية، واتقاء ضغوطات العالم التقني الجديد وابتكاراته، بل أيضا من حيث ما يسهله على المختص في علم النفس، وما يقدمه من أدوات، وما يسرّعه ويوسعه من تأثير.