بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 21 أغسطس 2024

ماذا لو فعلتها؟

لم أكن جاهزا للرحيل من عالم المنصات الرقمية كما أنا جاهز في هذه اللحظة! ولم أكن خائفا من الكتابة كما أنا خائف في هذه اللحظة!
أن يكون لك واقع! وحطام دنيا، هذا فعلا شيء يعيق الكتابة. كنت قد عاهدت نفسي على عدم اتخاذ أي قرار كبير في حياتي حتى أتخرج من دراستي الجامعية، بعدها سأتخذ كل القرارات الممكنة.

بقيت ثلاثة فصول وبعدها لا أعلم أين أولي بوجهي في عالم علم النفس. السبب الحقيقي الذي جعلني أدرس علم النفس هو الكتابة، حياتي أخذت منعطفا سيكولوجيا، ومن المنطقي أن أقدم قربانا مدته أربع سنوات لأستوعب ذاكرتي، لأكتبها بموضوعية. يا إلهي! كنت أظن أن خوض التجربة هو الجزء الصعب! يتضح لي أن الكتابة عنها هو التحدي المستحيل!

بشائر عُمر الأربعين تتوالى، السكري، الدسك، ولا أعرف ما الذي سيأتي في الطريق، لا أساعد نفسي أبداً بسبب عودتي الدائمة إلى التدخين، السيجارة الإلكترونية، أو المدوخ الشعبي! لي خمسة أعوام وأنا أتعذبُ لأنقطع عن النيكوتين، وماذا أصنع لنفسي من نهاية به؟ السرطان؟ أم القلب؟ أم الفشل الرئوي! أي خيبة ستكون إن كانت نهايتي ستكون عندما تتظافر كل ظروف العمر لتسمح لي بالتفرغ للكتابة؟
أمارس الرياضة بشكل يفوق المعتاد، لكنني خائف من ما سيفعله التدخين بي إن لم أنقطع نهائيا عنه! لماذا يعود ذلك الهاجس الملعون دائما؟ هاجس اختيار النهاية! هل هي ترسبات أزمنة الاكتئاب؟ أم ماذا؟

أشعر أنني جاهز تماماً لهذا الخيار! صنعت ما يكفي من المحتوى الرقمي الذي يكفي لتغذية منصاتي لسنوات، هل سأستطيع صبرا على دوبامين الإنترنت؟ لا أعرف! تويتر يكفيني ويزيد! مدونتي تكفيني وتزيد، لكنني حقا مصاب بالقرف من مهنة المشهور هذه، يالها من مهنة صعبة ولا تطاق! رغم ما بها من أموال جيدة ولكنها حقا مهنة شاقة جدا جدا، نفسيا، تلتهم الوقت التهاما! كم يضحكني من يظن أنها مهنة سهلة!

أظن أنني جاهزٌ لمفارقة الحياة الرقمية جزئيا، ربما على الأقل لتغيير مقاربتي فيها، سأجعلها أكثر هدوءا، وسأنتظر اللحظة الإبداعية المناسبة لأحولها إلى مادة مرئية جيدة. هذا الحضور الشاق آن له أن يخف، لن أتخذ قرارا بشأن أي شيء، لكنني أعلم أنني جاهز، لعل كل شيء سيحدث لوحده دون أن أشعر!
عدت للكتابة منذ أكثر من عامين ولم اشعر بذلك!
لعل هذا سيحدث تلقائيا وأيضا دون أن أشعر به!

ربما!