يؤسفني أنني أعي شيئا ما تمام الوعي، ومع ذلك لا أطبقه بالمنهجِ الصوابِ
الذي يجب أن يكون عليه. لماذا أقول [يجب] لأسباب كثيرة، معظمها قراراتٌ تتبع الحقل
النفسي، لم أتخذها، وليس بيدي أن أتطاول عليها بتكوين موقفٍ فردي خاصٍّ بي أمام
تراكمها المهيب والشامخ. أعي، أنَّ الكتابةَ النفسيةً الإعلاميةَ يجبُ أن تُفصلَ
عن الكتابةِ النفسية المتعلقة بسيرة التجربة الشخصية، هل بمقدوري أن أفعل ذلك؟
ربما نعم، ربما لا، لكنني لا أفعل ذلك لأنَّ حكايتي الشخصية النفسية قد أصبحت بدون
قرارٍ منِّي مُلكاً لعمومٍ كبير. جانبٌ اجتماعيٌّ منها يرتبط بحياتي، والأحكام
التي أتعرض لها، والمواقف المتخذة معي أو ضدي، وجانبٌ قانوني منها مرتبط
بالمحاكمات والقضايا وأسابيع الحبس التي تعرضت لها، وجانبٌ نفسي يتعلق بالتشخيص
وعلاقته بحياتي الرقمية العامَّة، ولاحقاً حياتي العامَّة ككل التي وجدتُ فيها
نفسي بتسمياتٍ كثيرةٍ لا يخلو بعضها من التأثير على المحيط الاجتماعي، بشكل جيد أو
سيء.
أمام كل هذا، ارتبطت حكايتي الشخصية بحكايتي النفسية، مبكراً. متى بدأت
حقا؟ لعلها بدأت من اللحظةِ الأولى التي بدأت فيها أتلقى التشخيصات المتتالية
والمختلفة من الأطباء عن حالةٍ مرضية أعاني منها، حالةٌ مزمنة كما يبدو. مزيجٌ من
اضطراب المزاج، والنوم، والنشاط الزائد، والاكتئاب، ومزيج آخر مرتبطٌ بالخصال
الشخصية، وتصرفاتي وسلوكياتي التي لا تخلو من اضطراب بيِّن. هُنا كانت بداية
حكايتي الشخصية مع علم النفس، كمعارضٍ لهؤلاء [الحمقى] الذين يتوهمون أنَّه يعرفون
عقلي أكثر مني! بهذه الحماقة والضحالة من شابٍّ عشريني، أعلن تمردي على هذا الحقل
كاملاً، وظني أنني أرفض التشخيص، وبالتالي، حسبما أتوهم أنَّه تأطير عنجهي لإنسان
ذي وجود متكامل، رفضت أيضا تلقي المساعدة المناسبة، وقررت من وحي رأسي أنني لا
أعاني من أي شيء ذي بال، إنها مجرد "حالة" ما عابرة! ولكن هل هذا الذي
حدث حقاً؟
بمعايير ومقاييس كثيرة، حكايتي الشخصية سهلة للغاية، علاجُ اضطراب المزاج
أسهل مما يتوقع المرء، ولا سيما إن كان لم يقض فترةً كافية من الاضطراب والتفاوت
العالي في المزاج. يستقر دوائيا، وبعدها يبدأ التحدي الآخر المتمثل في أسئلة
الوعي، وفهم الحياة. يكون خبرةً ما في هذه الحياة تسمح له أن يكون بخير، وأن يفهم
ما هو الصواب النفسي، وما هو السلوك الصحي، ويعبر في مراحل الحياة وهو يكتسب النضج
من تجاربه، وأخطائه، والنصائح التي يفيض بها الحقل النفسي عليه. هل فعلت أنا ذلك؟
للأسف الشديد، قررت أن أكون معالج نفسي، وطبيب نفسي، وقضيت سنواتٍ لا بأس بها وأنا
أظن أنني شبه مستقر، لم أكن أعلمُ أن الانهيار الكبير بانتظاري، وأنَّه لن يكون
بسيطا، ولن يكون سهلا، وأن حياتي كاملةً سوف تتحطم، وسوف أنكسر نفسيا مع ذلك
الانهيار. وحدث ما حدث، وعشتُ الجنون الحقيقي، والانفصال عن الواقع، والمرض،
والخروج عن السيطرة، ووضعاً لا يمكن وصفه سوى بالمأساوي، فضلا عن وجود صدامات
اجتماعية، ومؤسسية، وقانونية، وشخصية جعلتني في حيص بيص، من الذي يستطيع الشفاء في
مثل هذا الوضع؟
بداية التغيير الحقيقية في وضعي كانت بتغييرٍ إدراكٍ ما كنت أحتفظ به في
ملفاتي الذهنية الداخلية، أن الحياة بأدوية وصمة عار! كيف لا؟ وحتى الأمثال الشائعة
تغدق الوصمة تلو الأخرى. (فلانٌ مغيَّب حبوبه) هذه الجملة التي نسمعها منذ الطفولة
تكفي لنعرفَ لماذا نكون مقاومة هائلة لفكرة الدواء. كنت في بريطانيا وقتها، الوصمة
الاجتماعية كانت آخر همومي، وكنتُ على وشك خوض أهم قرارات حياتي بالحياة دون مواد
مخدرة من أي نوع
كنت أظنُّ وقتها أنَّ سبب التغيير هو العلاج، الآن وأنا أراجع الوقائع المتعلقة
بكل هذا، أرى بجلاء تام، السبب لم يكن الدواء. السبب كان حقا أنني طلبت المساعدة،
وأنني كونت المرحلة الأولى من الثقة بوجود علاجٍ ما، وبالتالي الثقة في وجود شخصٍ
يساعدني.
في بدايةِ رحلتي لطلب العلاج الدوائي مررت بقصة سخيفة للغاية بسبب اختلاف
الثقافات بين عمان وبريطانيا. عوملتُ معاملة المتوهمِ، والمدمن الكذاب الذي يقول
دائما أنَّه: يريد أن يتغير!
كان هذا صحيحاً في البداية، عندما ظننت أنني يجب أن أطلب العلاج الدوائي ومن
ثم يساعدني على تجاوز المرحلة الانسحابية لعادة تدخين الحشيش، إضافةً لذلك لم
يصدقني الأطباء، ولم يصدقوا حكايتي، أنني إنسان مشهور في بلاده، وأنني سجنت بسبب
تغريدات، وسجنت مع أجهزة الأمن، وأنني كنت أعمل في جهة سرية ومهمةٍ في الدولة. أشير
إلى حكايتي الشائعة في عُمان، كل حياتي الحقيقية تحولت إلى [ضلالات وأوهام مرضية]
وتخيل أن تعاني من أوهام وضلالات مرضية إضافية، ما الذي يحدث لك عندما ترى الآثار
طويلة المدى لتجاهلك صحتك النفسية! الآن فقط، أعرف أن السبب الحقيقي المبدئي
للدخول لحالة الاستقرار لم يكن فقط الدواء نفسه، وإنما الرغبة في الدواء، والرغبة
في العلاج، والرغبة الداخلية الحقيقية في التغيير، ومن هنا بدأ التغيير.
الخطوة الأولى: الثقة في العلاج الدوائي
للعلاج الدوائي ميزةٌ حقيقية. نتائجه السريعة والتي تظهر خلال أسبوعين تعطي
شعوراً واقعيا بالتعافي والتجاوز، تسرع من عمليات التفكير الداخلية التي لا تنشغل
بالتعاسة، أو الغضب، أو القلق، وتبدأ في وضعنا في مسارٍ نفسي أفضل من الذي كنا
عليه، هذا ما مررت به وما أعتقده عن العلاج الدوائي. ولأنني كنت أريد التحسن بكل
ما في طاقتي ورغبتي في إنقاذ حياتي من معمعة معقدة للغاية، كونت إرادةً أخرى تجاه
التعافي السلوكي، ربما نشأت في اللاوعي، وربما ساعدها الدواء، في كل الأحوال، كانت
إرادة حقيقية وصادقة، ولهذا وللمرة الأولى بدأت تعطي نتائج جيدة، وبدأت تنعكس على
استقراري، وبدأت المعادلة تتضح. استقرار، فهم، تغيير، تطبيق، نمو، وربما في الغد
القادم: تحقيق للذات.
الخطوة الثانية: العلاج السلوكي
لم أثق يوما ما بالمعالجين النفسيين. ولماذا أثق بإنسان يجلس معي لطاولة ويكلمني؟
ألا أستطيع أن أكلم أحدا غيره؟ كنت كمعظم الدخلاء على الحقل النفسي أظن أن علم
النفس هو [فهم علم النفس] وهذه مأزق فكري رائج، علم النفس هو ما تعرفه عن علم
النفس، أما عن الجانب الآخر من الكثبان العلمية الهائلة والمتراكمة لحقل علم النفس
فلم أكن أعرف عنه أي شيء. على صعيد العلاج الدوائي كل معرفتي مقتصرة أن الطبيب
أقسم قسما طبيا بعدم البوح بأسرار مرضاه، وبالتالي كنت مطمئنا إلى هذه الحقيقة
وبالتالي أعرف أن الطبيب النفسي يحفظ أسراري، وأستطيع أن أخبره أي شيء!
عرفتُ وأنا دخيلٌ على علم النفس هذه الحقيقة، أن الطبيب النفسي شيء،
والمعالج النفسي شيء آخر. كنت وقتها قد رجعت إلى عُمان، ودخلت في حالة التعايش مع
حياتي السابقة، ورحلة نفسية صعبة جديد علي، قبول أن كل ما حدث قد حدث، والتصالح مع
خسارات فادحة، ومع وضع اجتماعي لن يكون سهلا، كلمة معركة كانت صغيرة أمام كل الضغط
النفسي الذي كنت أمرُّ به لأصنع لنفسي موطئ قدم، وفرصا للحياة في عُمان.
لم يتوقف الوضع السابق، كنت معتمدا بشكل كبير على العلاج الدوائي فقط للمضي
قدما في الحياة، ووضعي المعرفي وعلاقتي بعلم النفس لم تتغير، كنت منهم الذين يظنون
أن فهم ما يقوله علم النفس هو حقا علم النفس، وأنَّ قليلا من الخطوط العريضة عن
اضطرابات الشخصية، أو عن عموميات الشخصيات النرجسية، وعن شرح اضطرابات التركيز
والانتباه كلها تكفي لكي أبني مقارباتي! لم أكن قد بدأت الدراسة بعد، ووصلت إلى
طريق مسدود: معرفتي الذاتي، وتعلمي الذاتي، لا يكفي لكي أبدأ مسيرة النمو السلوكي،
ولا تغيير طرق التفكير، أحتاج إلى مساعدة أحد ما.
بدأت تجاربي مع المعالجين. موقع إلكتروني معتمد، به معالجون من مختلف دول
العالم، لم أكن مقتنعا حقاً أن هذا المعالج يتمكن من مساعدتي، وظننت أنه سيعرف أي
شيء أستطيع أن أعرفه بنفسي. ثُمَّ بدأت أتجاوب مع واجباتهم، وما يطلبون مني
كتابته، ومن ثم ما يخرجونه من كتابتي ومن كلامي ليثبتوا لي خللاً ما في طريقة
تفكيري، خلل يؤدي إلى خلل آخر في السلوك، ومن هُناك بدأت دهشة العلاج المعرفي
السلوكي: يا إلهي، هؤلاء حقا يفعلون شيئا يغير حياتي للأفضل!
المعالج النفسي يرى الأشياء من زاوية يصعب أشرحها. علم النفس بالنسبة له
ليس علماً يؤطر به من أنت، أو يقرر به إن كنت مريضا، أو سيئا، أو حسنا، إنها سلوك
عقلي ممنهج وله ضوابط صارمة للغاية. وعرفت فورا أن هذه الجلسات نافعة، ليس لأنها
العصا السحرية التي تغير كل شيء، ولكن لأنَّها توفر علي شهورا طويلة في اكتشاف
التغيير بالخطأ والكوارث. معلومة بسيطة عن بناء الحدود تكشف لك الكثير عن أخطاء لك
في حياتك، معلومة أخرى عن قيمة الذات تكشف لك شيئا أهم عن الساعات التي تقضيها في
تأنيب نفسك، وجلسةٌ تتعلقُ بقيمك وفهمك للحياة تكشف لك أسباب تهورك، وتكشف لك
أسباب اندفاعك الخفي أحيانا، وتخفف من ساعات ضرب الأخماس في الأسداس وأنا أقول
لنفسي: ماذا بك؟ ماذا بك؟ أي مصيبة في عقلك يا معاوية!
من معالجٍ إلى آخر، ولم أجد بغيتي بعد، وجدت معالجا ألماني الجنسية، ومنه
بدأت حكايةٌ أخرى في حياتي. هل لأنه كان بارعا؟ ليس هذا السبب الوحيد، كان بارعا
بمعنى الكلمة وخبيرا في مجاله، ولكن لأنني أيضا كنت مقبلا على عملية العلاج،
متقبلا لواقعها التجريبية، ومستعدا لحدوث النكسات. هُنا شعرت أنَّ لديَّ
"سند" حقيقي اسمه العلاج السلوكي، وشعرتُ أنني كلما واجهت أسئلة إشكالية
في حياتي، تتعلق بسلوكي، أو بعلاقاتي، وجدت الملاذ الذي أذهب إليه، وأطرح أسئلتي،
وأتكلم عن تجربتي، وبكل مشاعري الحقيقية. وبدأت جلسات العلاج المتتالية تعطي نتائج
ملموسة، خلال ثلاثة أشهر ربما من الاتصالات المكثفة، ومن خارطة العلاج، وخارطة
الطريق، ومحطات اللجوء المفاجئ نتيجة للضغط النفسي الشديد الذي أمر به بسبب الحياة.
الغربة النفسية شيء ليس بالسهل للنفساني. أعيش هذا كطالب علم نفس كل يوم،
وأعاني كل يوم من الدخلاء في هذا المجال، ثلة الأذكياء الذين يقرأون علم النفس في
معزل عن الحقل النفسي. أن تفهم المكتوب في كتب علم النفس شيء، أن تختلط من الحقل
وتعيش فيه هذا شيء آخر. قراءة علم النفس قد تكسبك خيوطا ذهبية لتطوير ذاتك، لكن هل
يمكنك تطبيق هذه التقنيات بنفسك؟ لمعالجة مشاكلك؟ للنفس طريقة في إدهاشك أنك تعاني
من مشكلة تشخصها بسهولة في الآخرين، ثم يلطمك المعالج بشيء: ألم تقل أن هذا مشكلته
كذا وكذا؟ عندما أخبرتني عن ذلك الموقف الذي تعرضت له قبل شهرين، بم تفسر ذلك؟
فجأة تصاب بالذهول وتقول في نفسك: يا إلهي! أنا أعاني حقا من هذه المشكلة!
هذا ملمح واحدٌ بسيط عن الذي يحدث داخل جلسات العلاج المعرفي السلوكي، وهو
بحرٌ شاسع من التقنيات، والمهارات، والمدارس، والجلسات المتعددة، وبناء الملف
المتكامل، ومراجعة الملف، ومتابعة تطور العميل، وإعادة النظر في بعض التقنيات،
والنظر إل وتيرة التطور في سلوك العميل، وسعادته، ورخائه، وإقباله على الحياة،
وإقباله على العلاج، ومقاومته لتعاسات الحياة، وصبره على القلق، والتوتر، وأيضا
احتمالات انتكاسه المفاجئ. عملية مستمرة، ودائمة، لا علاقة لها بالحلول المفاجئة،
وليس بالفهم وحده يعالج الإنسان نفسه، الرعاية والعناية والمتابعة هي التي تكمل
تحقيق هذه النتائج والتي قد لا تكون مبهرة وجذرية في تغييرها، لكنها مرضية
وتدريجية في نجاحها.
هل من المجحف أن أسمي العلاج النفسي "محطة صيانة" تشبه صيانة
السيارات؟ أظن أن هذا مجحف في حق الحقل ككل. يمكنني أن أسمي العلاج المعرفي
السلوكي والجلسات مع المعالج النفسي علاجا يشبه ذلك الذي تتلقاه من طبيب الأسنان. هذا
أقرب تشبيه لعملية العلاج. وأيضا، لم يكن هذا العلاج ليعطي مفعولا أو نتيجة لولا
اقتناعي وثقتي أن هذا الذي يسمى [سيكولوجست] يستطيع مساعدتي. وبعد الثقة بالعلاج
النفسي بدأت حياتي تأخذ طابعا جديداً، سلوكي بدأ يتغير، كتاباتي بدأت تتغير،
وأكملت عملية التغيير هذه بأن أصبحت طالبا في هذا المجال، هل أعالج نفسي بنفسي؟
قطعا لا. دراستي في هذا المجال عجلت من وتيرة النمو الشخصي، وسهلت على المعالج
المهمة، وخففت عنه الشرح. المشكلة التي كان يشخصها بي أصبح يعطيني المصادر التي
تساعدني على فهمها، وبالتالي الاستفادة من وقت الجلسة في توجيه ثمارها إلى مناطق
علاجية أكثر، وأوسع، ولكن قطعا، ثم قطعا، أنا لا أعالج نفسي، فهذا مجرد خطأ شائع
يمارسه حتى النفسانيون على أنفسهم، وطلاب علم النفس هم عملاء مزعجون جدا! أعرف هذا
الشيء، وأيضا أعرف أنني أسلم عملية العلاج للمعالج لأنني رأيت عمله، ورأيت التغيير
الإيجابي الذي عشته معه.
تغيير بسيط، ثم تغيير في التفكير، ثم سلوك مبدئي، تجربة، تقويم، وينتهي
الأمر بنمو عام، وحياة أفضل. لا يختلف عن التقويم الوظيفي للموظف، ولكن هذه المرة
الموظف هو ذلك [الأنت] الذي بداخلك. ذلك الصوت الداخلي الذي يتجادل معك، فكرة تبدو
عادية، وكأنك تعيشها مع نفسك كلي يوم، وجود شخص محترف يراقب التغيير، والنمو،
ويعجل من عملية الاستفادة من المراحل الجديدة تجربة مختلفة، كل ما أستطيع أن أقوله
عنها هو أنها غيرت الكثير، وساعدتني على تكوين وعي تجاه سلوكيات، بعضها أردت
إيقافه، وبعضها أردت فعله والبدء فيه، فضلا عن نفعها في تأطير الحقوق في العلاقات،
وحق النفس تجاه النفس، وحق الفرد تجاه الآخر، ومتى أعرف أنني في موضع تصرفي به
خطأ، أو ضرر لنفسي أو لغيري، ومتى أعرف أنني في موضع من واجبي تجاه نفسي أن أحمي نفسي منه.
معاوية الرواحي