بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 25 سبتمبر 2025

الإجابة سيكومترية مبدئيا

 من الأمور التي تدعو للتفاؤل لكل إنسان يعاني من غربة علم النفس وفهمه. أن اختبار توماس للسمات الشخصية سيتم تطبيقه على مستوى واسع جدا جدا في عُمان، أتحدث عن أكثر من ستين مؤسسة.


اختبار سيكومتري يطبق في عُمان! لي ثلاث سنوات وأنا أخطط بشحوب لأنطلق في هذه الفكرة على محيطي الشخصي الضيق، وبعد عامين من الحصول على رخصة توماس الدولية كانت الخطة أن أنطلقَ في هذا المجال بعد التخرج!

تجري الرياح أحيانا بأجمل ما تشتهي السفن! من جانب لا أود مطلقا أن يفوتني تنفيذ هذا المشروع، ومن جانب أتمرن في الشركة المنفذة له، ومن جانب لدي تناقضان بين عالم الدراسة والعالم المهني، وأهلا وسهلا بالتكييف الجديد للسلوك. تحدي بإذن الله سأعبره بخلاصاته.

الذي أحبه في اختبار توماس هو معقوليته. أولا هو اختبار علمي طوّر لأربعين سنة من الدراسات والتطبيق، والشيء الآخر قابلية تنفيذه على نطاق واسع ممكن للغاية. صارم علميا، ولكنه معقول للأفراد والمؤسسات، ليس مثل تلك البرامج المخصصة التي تتجاوز قيمتها آلاف الدولارات، يمكن للفرد الحصول عليه بقيمة معقولة، وطبعا المؤسسات تحصل عليه بقيمة رائعة للغاية لا يحصل عليها الفرد.

إن أجبت على الاختبار بصدق فهذه ليست فرصة لقياس نفسك فحسب، هي فرصة لجهة عملك أن تختار لك الموقع المناسب لك. ومتأكد أن نتائج توماس ستلعب دورا رائعا في تدوير الموارد البشرية، وفي إزاحة وإزالة مناطق الخلل في الدوائر، أو الإدارات. وهذه المرة ليست وفق رأي بشري قابل للتحيز.

التحديات أمام هذا المشروع واسع النطاق كثيرة، ولكن في الوقت نفسه البدء بالتفكير بهذه الطريقة الموغلة في الحداثة الإدارية هو الأمر الذي يدعو للتفاؤل، ليس فقط لإنسان مهتم بالإدارة ورفع الإنتاجية، أيضا لكل إنسان مرتبط بعلم النفس.

أدعو جميع زملائي إلى النظر بجدية بالغة في هذا المجال الواسع والشاسع، من زاوية مهنية إنتاجية. جاءت من الله! يمكن لأي إنسان الحصول على رخصة دولية في اختبار توماس، وأن يقيم وبنجاح تام، لا أريد نشر رسائل غير دقيقة، لكن أن تكون خريج علم نفس، لديك مجال آخر لتطبيق مهاراتك في جوانب أخرى في وظيفة واحدة.

أتمنى حقا أن أرى الأخصائيين النفسين يعملون في سوق العمل، ليس كما يظن البعض، يعالجون القلق الوظيفي، وهذا نعم دور مهم، لا يمكن التخلي عنه في مهن كثيرة أبسطها العسكرية، والطيران. لا أقصد الجانب العلاجي، ما يمكن لأخصائي نفسي، أو لاستشاري سلوكي أو غيرها من التسميات أن يفعله في شركة صغيرة سيحقق نتائج مع وجود الأدوات المختلفة، والعمل بطريقة علمية وإزاحة التحيز البشري.

وجود أخصائي نفسي يجيد استخدام مجموعة من الأدوات السيكومترية (الكمية/الحسابية) وفي الوقت ذاته مع القدرة (النوعية) يصنع مستشارا للإدارة العليا، وأدوات لقياس إنتاجية الفرق، وزاوية داخلية مرتبطة بالسلوك والسمات الشخصية، فضلا عن ما يمكن فعله للتغلب على عوارض أخرى لها علاقة ببيئة العمل، ومستوى الضغط الذي به، بل وحتى معدات السلامة، وقياسات أخرى ضمن العوامل البشرية.

أتمنى حقا أن ينضم خريجي علم النفس لسوق العمل، بدلا من هذا المسار التقليدي المبني على العلاج ثم العلاج. وهو مجال يكفي لإنشاء حياة جيدة ومربح أيضا. خريج علم نفس في وزارة يساعد على حل مشكلات الفرق وتقييم الأداء (ليس برأيه الشخصي) وإنما بمنتج متفق عليه ومعتمد عالميا توماس مثال واحد على أدوات أخرى كثيرة لها استخدام آخر.

خريج علم نفس في شركة، وخريج علم نفس في مصنع. حداثة إدارية تدعو للتفاؤل، ستعطي أثرها مع السنين، وتصنع نمطاً يصوب مسارات كثيرة، ويشخص مشكلات إنتاجية، ويصنع أنماط عمل مختلفة، وأيضا يتحقق من السلامة النفسية في بيئة العمل. وهذا فقط غيض من فيض لما يمكن أن يفعله خريج علم نفس في سوق العمل فقط لو فُهم دوره الصحيح.

أكثر من ستين جهة سوف تطبق اختبار توماس لجميع موظفيها!!! يبدو الأمر مثل حلم يقظة لم أتوقعه يوما ما! سيبدو كلامي الآن غير مفهوم، النتائج سوف تتتحدث، ليس الآن، مع الوقت، وبعد تجاوز التحديات.

أتمنى حقاً أن تبدأ شركات ووزارات بدور ريادي في تفعيل هذا الجانب، الأدوات موجودة، والمؤهلون موجودون، هي فقط غربة علم النفس ودراسته وتطبيقه الحاجز الأكبر الذي يمنع كثيرين عن فهم الدور الإنتاجي الذي يمكن لأخصائي أن يفعله في مؤسسة. ليس (لعلاج) الموظفين، ليس ليفتح مكتبا من أجل (الفضفضة) كما يتوهم البعض، ليس لأنه (يعالج) بل لأنه يقيم، ويوضح، ويشخص، ويدرس، ويدير أنظمة، ويستخدم أدوات مع امتياز الدراسة الأكاديمية والتخصص، وربما لاحقا الدورات المرتبطة بمحيط عمله. استثمار لا يخيب فقط في حال تحقق الثقافة المناسبة التي تستوعب وتفهم جيدا دور أخصائي نفسي في مصنع، أو في وزارة، أو في شركة صغيرة أو كبيرة.

تسمية (أخصائي) نفسي لعلها بحاجة إلى تغيير، ولكن لا تهم التسميات، المهم هو أن يفهم العالم أن هذا العلم لا يتعلق فقط بالعلاج، وأن استخداماته هائلة وشاسعة، وهي رحلة قضية مستمرة للنفسانيين، لا تتوقف، ولن تتوقف.

اعتماد اختبار سيكومتري لعشرات الآلاف من الموظفين! هذا ليس خبرا رائعا فحسب، ليس انطلاقا إداريا لتفكير حديث، بل هو أيضا إزالة لغربة طويلة للغاية عاشها كثيرون وهم في حالة غيظ من عدم فهم العالم لهم!

جاءت من الحياة هذه المرة، لم أشعر بغربة أقل كطالب يتخصص في علم النفس مما أشعر بها في هذه اللحظة. وهي توافيق إلهية بحتة غير مخططة، أكتشف كل هذا فقط وأنا أقدم للتدريب في الشركة المنفذة لكل هذا المشروع الشاسع!

كلها أقدار، والله يكتب لي حسن النية وحسن التنفيذ.

والحمد لله على كل حال

تحديق

 الوقتُ

ذلك الداخليُّ المستغرقُ خارج الوقت

مثل لحظة في مصعد مزدحم بالصمت

يترك الغرباء لطفهم، ويحدقون في سماء الصندوق

بحثا عن أحلامهم

رؤاهم تنسكب على طبقات الانتظار

وأنا معهم

لست أدري ما الذي أحلمُ به!

أن أعرفَ نفسي

أن ألقاها في نزهةٍ خارجَ الخطط

أن أسامحها حيث ظُلمت

أن أعاتبها بلا جروح

أمسي للدهشة

وغدي بلا أسئلة

إجابة تلو إجابة

قرار تلو قرار

ولحظة صمتٍ في مصعدٍ

يسرِّبُ العمر

ويصالح العقارب

ويمضي مع النقرات

إلى الرحلة

مع بعض الغفلة الحميدة

عن نهايتها الوحيدة

والحتمية!


معاوية

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

مفهوم أنه غير مفهوم!

للآن ما فاهم موضوع عجيب وغريب. وهو اعتداء نتنياهو على قطر! حتى هذه اللحظة أحاول تقليب الأمر من كل جانب لأجد فيه منفعة ما تخص إسرائيل ولم أجد! قصف عدو لإسرائيل، في قلب دولة عدو لإسرائيل أيضا لا يشكل مجازفةً رعناء بالمنطق الإسرائيلي. حتى للمجتمع الدولي، فهما يتحاربان ضمنيا، ولاحقا فعليا، والأمر واضح. نتنياهو بهذا السياق يكون قد حقق اختراقاً، ويطلع فيها ملك اليهود الجديد، ويؤسس لنفسه مكانة وهمية لبن جوريون عصر التكتوك والاحتفال بقتل الأطفال وغيرها من الشؤون اليومية العادية لإسرائيل. حتى على صعيد أزمات نتنياهو السياسية، ورغباته المهووسة في إيجاد حلول تاريخية، واختناقه، وتقديم نفسه كدرع يتلقى كل الضربات نيابةً عن اليمين الجاهز أيضا لاستبداله، وهو سياسي أمريكي الذهن ربما أكثر عن هيلاري كلينتون عندما يتعلق الأمر باللعبة المعقدة التي يحافظ فيها على لعبة المقاعد. كل هذا مفهوم، كل هذا متوقع، كلب مسعور مثل نتنياهو يتوقع منه أي إنسان الذهاب إلى أي أشكال من الجنون. حتى الإبادة، والتجويع، وقصف المستشفيات، كل هذا أيضا متوقع من جرذان الجيش الإسرائيلي وقائدهم المسعور. كل هذا منطقي ضمن سياقهم، ونازيتهم، ودمويتهم، وأحقادهم، وجنونهم، وانكشاف حقائقهم للعالم، ولا مبالاتهم بأي شيء أممي، أو ديموقراطي، أو السلام المزيف وغيره. أيضا كل هذا في السياق. الذي يجعلني أقفُ حائرا هو الاعتداء على دولة وسيط أولا، ودولة عربية مسالمة ثانيا، ودولة وسيط ثالثاً. لأنَّ إصابة نتنياهو بالجنون ليس احتمالا بعيداً بعد كل هذا الإشعال الأهوج لما قد يتحول لحرب عالمية ثالثة! حاولت البحث عن أي مصلحة إسرائيلية في المسألة، ولم أجد سوى نتنياهو في المعادلة! هو وجنون نهايته، كلب مسعور خائف من التقاعد والذهاب إلى مزابل التاريخ ليرى بأمِّ عينه كيف يُكتب تاريخه نيابةً عنه، وكيف يحوَّل إلى الأضحية والقربان القادم لإسرائيل الجديدة التي (تعلمت من دروسها) وقررت أن تصالح العالم والحياة وتطبع مع الدول العربية. أتمنى حقا أن يهديني أي شخص لأي منفعة ميكافيللية يمكن أن يقود إليها اعتداء إسرائيلي على قطر! لا أفهم! الشيء الوحيد الذي يمكن فهمه هو أنَّ نتنياهو يدخل حالة شمشون. بايدن الله يذكره بالشر والوبال على الأقل كان أكثر حذراً من تهور كلب إسرائيل المسعور هذا! لم يقحم أمريكا في الميدان، اكتفى بلعبة المال والدعم والإعلام والتواطؤ. لكن ما حدث في قطر! فعلا غريب. فكر بالمصلحة الإسرائيلية وتضادها مع مصالح نتنياهو، سنجد جنونا يشبه الأيام الأخيرة لأي دكتاتور في الدول التي كانت سابقا تحت مظلة الاتحاد السوفييتي وبكل عفوية ومخابرات أمريكية سقطوا بانقلابات مستحقة ولكنها أيضا كانت مدبرة. ثانيا نتنياهو وترامب زملاء في عالم الكلاب المسعورة. نتنياهو كلب مسعور، وترامب أسد سمين. كلاهما لديه طريقته في خوض لعبة القوة والهيمنة، تهاجم بهذه الطريقة ما يجعل أمريكا في حالة فقدان لخيوطها المهمة في الشرق الأوسط؟ وضمن ذلك مسارات سياسية معقدة ومتشابكة؟ ما مصلحة إسرائيل من ذلك؟ بصدق لم أستطع أبدا إيجاد أي منطق سوى شيء واحد: نتنياهو إما يهدم المعبد فوق رؤوس الجميع، أو يعيش أوهام أرمغدون وحرب النهاية الكبرى، عدا ذلك! كل هذا بلا منطق أبدا. ردة الفعل العربية، والبدء في صناعة أدوات حماية ووقاية، وغيرها انطلقت بكل قوتها. والخير في بطن الشر يقول لك: لعل هذه الأمة، وهذه المنطقة كانت تحتاج لسبب واحد فقط لكي تعود إلى رشدها، وتتكاتف، وتعرف أنَّ زمن المنطق انتهى، والتعامل مع الصهيونية الأمريكية، والأمريكية الصهيونية لم يعد أبدا وفق توافق مصالح، أو تشابه أهداف، الأمر أصبح ملطخا باللوثات التاريخية، وجنون الأفراد، وتآكل الأنظمة الديمقراطية، وتعفن الحضارات، والوعد الهائل بالشقاق الكبير. لعل هذا هو الخير الوحيد المأمول من هذا الشر الذي يطرح ألف علامة استفهام، هل هناك أي منطق في كل هذا الدمار والقتل؟ ولكي يفهمني القارئ العزيز، عندما أقول (منطق) لا أقصد شيء يقبل به. الإبادة منطقية، هذا لا يعني أنها مقبول، لكنها منطقية، منطقي جدا أن جيش جرذان حقير سيمارسها، ومنطقي جدا أنها تشكل مصلحة لنوايا إماتة دولة فلسطينية، ومنطقي جدا أنها تعيد إحياء لعنات الدم في الأجيال الإسرائيلية الجديدة. هذا منطقي، مثل منطقية هجوم بوتين على أوكرانيا، مثل منطقية الناتو وأوروبا في ردع ذلك. منطقي لأن به مصلحة ما، العقل لا يجد حيرة في فهم سببه. أما هذا!!! هذا ليس أكثر جنون أنا ومن بعدي الطوفان. جنون شمشون، ونهاية كلب نازي مثل نتنياهو أصبح غير المتوقع جزءا من المتوقع من قبله. أقصى أمنية لدي كإنسان عربي، هو أن يكون هذا نداء يقظة حقيقي، بين الشعوب العربية، وقادتها، وجيوشها. العدو الحقيقي خدش بمخلبه أسمال السلام المهترئة. والله يستر من وراء مآلات كل هذا الوضع، لأنَّه ترامب ونتنياهو من جانب، وبوتين من جانب، وكل الحشد للقوات العسكرية، كل هذا لا يبشر بخير! أرجو حقا ألا نكون مثل من سبقنا بأجيال، ظنوا خيرا بالبشرية حتى أهلكت الحروب العالمية مسار التطور البشري وحصرته بمجانين يظنون أنهم يقودون دفة التاريخ في العالم! والله غالب على أمره

خارج منطقة الأحلام!

 الخامسة فجراً وكل شيء مختلطٌ في عقلي. طنينٌ ساحقٌ يحاولُ إيجاد الحلول لكل هذه التحديات الجديدة التي أعيشها. آخر مرة كنتُ أعيش فيها هذا الضغط النفسي الشديد كانت في عام 2019م أشد فترات تأزمي أيام المكوث العابر في بريطانيا. كل شيء غير واضح، ومتداخل، ومع ذلك كل ما كان يحدث كان يتحدث باسم الغدِ الغامض وأسئلته.


والحاضر! يتشابه في العملة الناقصة عن الجميع، تلك التي يتساوى فيها البشر ولا زيادة لبشريٍّ فيها على آخر، عملة الوقت التي يجيد الأذكياء فقط فهمَ نقاطها المتراكمة، وتوزيع جرعاتها الشحيحة، وأنا لست من هؤلاء للأسف على الرغم من محاولاتي المجنونة لأكون منهم! واليوم تفشل إحدى هذه المحاولات، ليس فقط في إدارة الوقت وإنما في إدارة القلق والضغط أيضا.

أستيقظ مفزوعاً. كل أسئلة الغد تحاصرني. رحلتي الدراسية تمخر عباب الوقت، والساعات المعتمدة، وشهرٌ كاملٌ يمرُّ من هذا الفصل الدراسي المشحون بالأشياء الجديدة. أين أذهب بنفسي لا أعرف! أحاول التماسك قدر الإمكان، وتوزيع وقتي بطريقة معقولة. أصطدم بجدار وراء جدار، وفي النهاية وقت النوم هو الضحية الاعتيادية، اللعب الخطر بالصحة، وإتلاف شمعة العُمر من أجل نجمة المستقبل.

أحاول بكل قوتي وطاقتي على صناعة حياة ونجاحٍ مُرضٍ لي ولمن أحب في عُمان. لكن الأمر ليس بتلك السهولة، ليس ولديَّ ذلك الماضي المجيد الذي يسحب عنقي بحباله، ليعيدني إلى كل آثاره المستمرة والمزمنة. وعندما أتعب، هذا الماضي هو الذي ينسف طمأنينة نومي لأراه في أحلامي، وكوابيسي. لقد تيقنت في رحلتي السابقة لتدمير الذات أن أجعل كل شيء صعبا، وأن أسد الطريق ببراعة بالغة في وجه المستقبل، وقد نجحت نجاحا بالغاً في ذلك.

أردت ذلك الدمار، وحصلت عليه، وأريد هذا البناء، وأسعى للحصول عليه. وماذا أبني؟ صروحا من الوهم؟ رغبةً في الخلود؟ أو تنظيراً عظيماً للبشرية؟ لا شيء من كل هذا، هي حياة إنسانٍ واحد يودُّ أن يكمل رسالته كربٍّ لأسرة، وكابن لعائلة، وكفردٍ لمجتمع يؤمن به. كائن مرهق للغاية يتحدى وجوده السابق بوجود جديد، ويدعو الله من قلبه أن يحميه من شر الناس أولا ثمَّ من شر نفسه. كل شيء متداخل، مختلط، والماضي يحل على هذه اللحظة بكل قوته!

الصدمة الحقيقية هو انجلاء السياق على حقيقته. رحلة البحث عن المعنى في هذه الحياة، وفعل شيء ما بهذا العمر. كنت أظنُّ أن الصعبَ هو ما كان والسهل هو ما سيأتي. يتضح أنني كنت مخطئا بشدة! كل ذلك الاندفاع رغم ضرائبه كان أسهل بكثير. اليأس أسهل بكثير من حياة يدفعها الأمل، والشتات، والضياع، والهرب من كل شيء ليس هو الاختيار الثقيل. الثقل الحقيقي هو أن تعتنق مسؤوليتك عن نفسك، وعن غيرك وتمضي بذلك. دهشةٌ معرفيةٌ تبقى دائما متناقضة عندما تصل، عشت أحد الأمرين قبل الآخر، ستحاصرك تلك الدهشة لأنك لن تعيشهما معاً مهما حاولت!

الخامسة فجراً، ليس لدي ما أحتفل به اليوم. حتى بهجة الاستيقاظ المبكر هذه لم تعد أكثر من واجبٍ دماغٍي أؤديه بأناقة وإتقان. أحتاج إلى جلسةِ كتابة حقيقية أتأمل وأرتب فيها كل هذا الشتات. أفهم دوافعه، أحدد موقفي منه، وأعرف بعدها فقط كيف أستخرج نفسي من كل هذا الضغط النفسي. كل هذا الشعور الثقيل حلوله صغيرة. فجواتٌ بين الآمال والخطط، وسلوكٌ يغير هنا وهناك. ربما لهذا السبب أيقظني ذهني، ربما لأنَّه سئم من هذه التداخل العنيف بين السياقات، ربما لأنني بحاجة لبعض الكتابة، وللكثير من التأمل، والتفكير، وربما بعض الموسيقى. ربما! وربما! وربما!





الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

فهمت بعد حين!

 

 

#لحظة_إدراك:

 

فهمت أخيرا سرَّ الحالة التي كنت بها لأسبوعٍ كاملٍ منذ أن بدأت الدراسة في السنة الرابعة والأخيرة من رحلة التخصص في علم النفس! هل تعرف ذلك الشعور (إنه شيء غلط) وإنك ما قادر تفهم تغيير ما كبير بك، وضع اختلف؟ مشاعر اختلفت، حالة نفسية اختلفت؟ والآن فقط عرفتُ السبب.

بقيت غاضباً على قراري بالعودة للدراسة لعامين كاملين! شخص يعمل في مجال الإعلانات، ويعيل عائلةً، ويقرر أن يخفف نشاطه الرقمي إلى مستوى كبير ليذهب لدراسة تخصص لا يعلم لاحقا أي مسار مهني سيتخذه بعد تخرجه! ضرورة التخصص من جانب، ولعنة الشهادة من جانب آخر، وعقلتها وتوكلت وبدأت الدراسة.

في العام الرابع، أفهم كيف أن هذا كان أفضل قرار اتخذته. وأن جميع ما حدث لي على صعيد مهنة التسويق، والإعلانات، والتغطيات، وغيرها ليس أكثر من تأجيل لشيء أفضل. أقضي أيامي في المنطقة الآمنة، في قسم علم النفس، مع زملاء علم النفس، وتلك منطقة ناصعة النقاء تختلف تماما عن العالم الخارجي.

لديك مشكلة؟ لا أحد يطلق عليك أحكاما، ليس في قسم علم النفس! وإلا لماذا تدرس هذا التخصص إن كنت تنوي أن تكون تافهاً؟ أول فكرة تخطر في رأس كل زميل: كيف أستطيع المساعدة؟ كيف أستطيع الفهم؟ كيف أساعده على الفهم؟ هذا ما يخطر في بال طالب علم النفس تلقائيا بعد أن يتجاوز المرحلة التي يخرجُ فيها من ثوب الحياة الخارجية إلى عقلية هذا العالم الذي فكرة مساعدة وفهم الآخر تكاد تستحوذ عليه كليا!

من جانبٍ آخر، عدت لأرض الميدان، العملي، والتجاري! وهناك أرضٌ مختلفةٌ تماماً، تختلف عن منطقة النقاء التي أعيشها مع زملائي في الكلية! منطقة تنافسية، تحتاج إلى حدة ذكاء، وانتباه، وحذر، وباختصار أسميها (غابة) الحياة. كل إنسان يسعى، ويبحث عن النجاح، والربح، والحياة، ويحاول تحقيق أحلامه. منطقة المجتمع والأحكام التي يطلقها. وشتان بين المكانين، في قسم علم النفس أنا طالب في الأربعين يكن له زملاؤه الكثير من الود، يساعد الجميع، ولديه خبرة في الحياة والكتابة، واسمه في لوحة الشرف منذ أن دخل هذه الكلية. في الحياة أنا لست ذلك المعاوية؟ أنا معاوية الآخر بكل تاريخه، المعارض السابق، المدمن السابق، صاحب الصولات والجولات، والشخصية الغامضة الغرائبية التي لكل إنسان تفسير لها. أن أبدل موضعي بين العالمين هذا ما صنع لي كل هذه اللخبطة.

خرجت مبكرا من قراري بتأجيل قراري تجاه مساري المهني في علم النفس بسبب التدريب العملي، ويبدو أنه كان سيخرجني في كل الأحوال من هذا القرار. لستة فصول كاملة تركيزي منصب على الفصل نفسه، ويتوقف عند نهاية الفصل، ويبدأ مع الفصل الذي بعده. هذه المرَّة اختلف الحال عليَّ، لديَّ مسار مهني أسلكه، وخبرة أطورها، ومعارف عملية جديدة، وتحدث أين؟ في عالم الحياة بكل ما فيه من صعوبة وتحديات! وأي التحديات التي في وجهي! يا إلهي! ما أصعب أن تكون معاوية في بلاد اسمها عُمان!

 

على أية حال، على الأقل فهمت كيف هذا الوضع المزدوج بين الدراسة والتدريب العملي والعودة للعمل التجاري وما فعله بي. وسأتعامل معه بأفضل صواب سلوكي ممكن، بما يحقق النتائج، ويقربني من الهدف، ويحقق لي جزءا من الآمال التي أضعها تجاه حياتي.

للصديق والعدو

 #شيء_أعرفه_من_قبل:


أيها العالم، أيها الناس، أيها الغرباء، أيها المجتمع، أيها الصديق، أيها الغريب، أيها القريب، أيها الخصم، أيها العدو، أيها الكوكب، أيها الكون!

أعرف جيدا أن طريقي في الحياة سيكون صعبا. وأعرف أن خياراتي في عمر العشرين، وفي عمر الثلاثين ستترك أثرا مزمنا في حياتي. أعرفُ جيدا أنَّ وراء هذا التصالح الشكلي مع (معاوية الجديد) والنسخة المحسنة المحدثة الخالية من الإدمان، والخالية من الهجوم الدونكيشوتي على المؤسسة السياسية، والخالية من الاستفزاز الدائم لأي شيء، أعرف أن وراءه ما وراؤه من أحكام، وقيل وقال، وتصورات، وترسبات، وتراكمات، معظمها بلا وجه حق، وقليل منها بحق ومنطق.

أعرف أنني إن بدأت تجارةً فسوف يكون عملي صعبا، وسوف تحاصرني أيامي السابقة، وسوف يُنصح الناس بالابتعاد عني بسبب عدم استقراري السابق، وأعرف أنني سأشرح فقط للذي يريد أن يعرف واقع الحال عن السنوات الست التي عشتها مستقرا. وأعرف أنني سأخسر تلقائيا فوق ذكر اسمي عددا من الفرص التي سأتمنى لو كانت لي. أعرف أني خسائري مستمرة، وأعرف أنها مزمنة، وأعرف أن بعضها لن يزول.

أعرف أنني إن بدأت وظيفةً فسوف تبقى الشكوك تحيط بي، وعدم فهمي سيكون العامل الأوَّل في التعامل معي، إلا في محيط ضيق للغاية ومع مؤسسات قليلة للغاية ستعرف كيف تستخرج مني أفضل ما لدي من أداء وإنتاج، ولكنني أعرف هذا الشيء، أعرف أن وضع السابق، وإدماني، وفصلي (المنطقي جدا) من شؤون البلاط السلطاني، وكل هذا التاريخ سوف يلاحقني لنهاية العمر، وسوف يضع حاجزاً دائما أمامي مع كل خطوة أسعى فيها للنجاح، أو للفرص الجديدة، أعرف ذلك جيدا.

أعرف أنني لست في موضع أتعرف فيه على الناس الجدد، إلا بصعوبة بالغة، وأنَّ صفة (المشهور) هذه التي التصقت بي عنوةً تجعلني مشاعاً، وقيلا، وقالا، وأمام بعض النماذج الاجتماعية الحاقدة، أو الحاسدة، أنا في موضع رمي سهل للغاية، وبالذات مع انتشار تاريخ هائل من ما يسميه الناس (المقاطع) لي. أعرف جيدا، أنَّ مئات الناس، لديهم القدرة، والرغبة، والشماتة الكافية لتشويش أي بداية جديدة لي، وأن تذكير الجميع بالماضي المجيد لي يروق لهم. أعرف هذا جيدا، وأعرف أنه سيستمر، وأعرف أنه سيبقى بشكل دائم ولن يتوقف.

أعرف كل هذا من قبل، وأعيشه، ومتعايش معه، ومتقبل خسارات خياراتي، وأيضا متقبل هذا التحدي الصعب، وأخوضه مستمتعا بما تبقى لي من عمر في محاولة صناعة النجاح، والتأثير، وكل الآمال التي لدي كما لدى أي إنسان عُماني.
المختلف بيني وبين أي عماني آخر هو أن عددا قليلا منهم هذا إن لم أكن الوحيد يجمع صفات الملحد المجاهر السابق، والمدمن السابق، والشخص الذي كان يظهر سكران، ويكتب عن الخمر في نهار رمضان، فضلا عن لحظاته المرضية المثيرة للعجب، والتساؤل، والشفقة، والحيرة!

أكتب هذا الكلام للصديق، والخصم، والمحب، والمبغض، على حد السواء، أنني أعرف أن في حياتي في عمان سقف لن أتجاوزه، وفي مناطق معينة مهنية، وتجارية، واجتماعية حواجز لن أكسرها، وجدران لن أستطيع القفز فوقها، أعرف هذا عن صميم صميم قلبي، وأعرف وأنا أقرر العودة لعمان أنني سأعيش هذه الحياة. وأتقبلها، وأتقبل حياتي في عمان بكل هذا لأنني حقا لا أريد البقاء مهاجرا خارج عمان، ولو كنت أعلم أن المستحيل سيحدث، ولي فرصة في العودة لما فعلت ما فعلت على أمل أن تكون عودتي لعمان مستحيلة، وبالتالي الحياة في الغربة ستروق لي!

أتمنى أن يرتاح الخصم والعدو والحاسد، وأتمنى أن يهدأ بال المحب والصديق والقريب. حياتي في عمان ليست بخصالي، ولا يهم، هل أنا ناجح، مفيد، ذكي، متفوق، لا تهم صفاتي الحالية، ليس في عمان، ليس إلا مع قلة القلة القلة، وهؤلاء يكفون تماما لأكمل حياتي في عمان. أصدقائي كافون، عائلتي تكفيني. لا أحتاج لبناء شبكة صداقات مترامية الأطراف لأن حياتي من الأساس لها سقف، وسقفها هو الماضي، وأنا راضٍ بذلك، وأعرفه من قبل، ومتعايش معه، وما زعلان، ما دمت أعيش وما حد يضرني، ولا أضر حد، حياتي في عمان تكفيني تماما حتى بدون أي شيء آخر.

الذي يكرهني حقاً يعيش حالة من (حيسة البطن) على أنني الآن أبدو وكأنني نجوت من تاريخي السوداوي المجيد. وفي عدة حالات بعضها خارج العلن يزورني من الماضي محاولة للأذى لحسن حظي هُناك من يردعها ردعا مفزعا وموجعا، وعلى الصعيد العام هناك من حتى هذه اللحظة يظن أنني أحاول النأي بنفسي عن تاريخي الرقمي لأنني أريد إخفاءه، وفي الحقيقة لو كنت أريد إخفاءه لما تجاهلت نصيحة كل محب وأعيد الكتابة عنه، لا يجب أن يختفي تاريخ معاوية ليس لأن هذه ضرورة حقائقية، بل لأن هذا التذكير أمارسه بنفسي فقط لكي لا يشعر أي حقيرٍ أنه يمكنه أن يزعجني بتذكيري بحقيقة ما كنت عليه سابقاً. وطبعا لما تكون مدمن مخدرات علني هذا أصلا يكفيك، فما بالك بوصفة متكاملة الأركان من المأساة بها اضطراب، ولجوء، وسفر، وعجينة لا حصر لها من التعقيدات.

والذي يحبني غرقان في حسراته، وكأنه يريدني أن أمسح كل ما حدث لي وأعود إلى معاوية طالب الطب النجيب وأبدأ حياتي مجددا، وأصنع كل الذي فات، وأيضا هذا مستحيل. وأعرف أنه مستحيل. ومن يحبني يطفشني بالضغوط الشديدة فوق احتمال الواقع.
فوق احتمال الواقع أن أكون في أي مكانٍ دون أن يستشعر كل من حولي حقيقة تاريخي السابق، ومخاوفه في محلها، أنا هددت إنسانا بالقتل قبل عشر سنوات، في فيديو، في اليوتيوب، ولدي استعداد عدواني وشرس للانتقام، الذي يفعل ذلك لا يلام، وليس ظالما لي، أنا فعلا لست شخصا طيبا، ولست إنسانا سهلا، الذي يتعامل معي بصدق وبنقاء يعرف جيدا أنه في مأمن مني، حياتي ردة فعل، وانتقامي ردة فعل، أغفر الخطأ، وأحل المشاكل، وأبقى دائما في منطقة غفران حتى أصل إلى لحظة اللاعودة، كتالوجي واضح لمن أراد فهمه، ومن أراد الابتعاد فهذا حقه!

إن نجحت، لدي سقف محدود للنجاح، وبعدها سيقف كل شيء، وأي منافس لي سيجد في تاريخي ما يكفيه لكي يزيحني. أعرف ذلك. إن تقدمت وصعدت فلدي سقف محدود، لا يتجاوز القَبول المهذب لإنسان كان يوما ما مصيبة تمشي على قدمين. الحكومة تتعامل معي كما تتعامل مع أي مواطن لا يرتكب جريمة، لكن لا تتوقع أن أي مسؤول حكومي بسهولة بالغة يتقبل وجودي حوله، ليس إلا القلة، وقلة القلة الذين يقرأون حقيقتي ورغبتي الحقيقية في رد الجميل، أما الذي لا يراها فيختار الأسلم، ويختار الابتعاد عني لأنه كالعادة خائف من أنني: سأهاجمه في تويتر كما يظن بعض التافهين أنني أفعل هذا بسهولة!

عدت لعمان وأنا أعرف أن حياتي فيها لها سقف لن أتجاوزه. عدت وأنا راضٍ بذلك، متقبل للواقع، لذلك يا صديق، ويا محب، ويا عدو، ويا حاسد، هجعوا كلكم أجمعين. وضعي مفهوم من قبل الجميع.

أن أعيش في عمان، هذه فعلا معجزة، وصدفة قدرية بحتة. صدفة أنني عُماني، وصدفة أن عمان دولة بها شيمة حقيقية للصفح، والعفو، والتجاوز. ولكن أيضا (أما العفو فعفونا، وأما الود فلا يعود) يجب من باب النضج أن تتقبل هذه الحقيقة. ما ترجع من لاجئ، مسوي مصايب، جايب العيد وتظن إنه خلاص ترجع حيث كنت. النضج إنك تتقبل خساراتك، وتكمل حياتك وتجد لنفسك معنى في الحياة.
ووالله العظيم لا أقول هذا الكلام تطبيلا ولا تزلفا. رحمة الله بي فعلا إني عماني، هاجمت السلطان قابوس وأنا موظف في شؤون البلاط؟ ماذا فعل السلطان قابوس رحمة الله عليه؟ أمر بإعدامي؟ أمر بعلاجي والعناية بي؟ وذهبت للعلاج، وهربت من المصحة، وعدت لعمان، وبعد سنوات عدت لأهاجمه.
رؤساء الأجهزة الأمنية على رأس عملهم هاجمتهم هجوما شخصيا حقيقيا، والعجب العجاب من عجائب عمان، هم أنفسهم الذين يحمون عفو السلطان للاجئ سابق! والله العظيم عمان دولة عجيبة تنحب ولا تنفهم!
شخص في وضعي السابق يحمد ربه إنه يعيش حياة طبيعية. وتراه صدفة، وقدر، إني عماني. لا أظن أن جنسية عربية يمكنها تعيش تجربتي ويرجع يعيش هذي الحياة؟ ما متأكد، ربما الكويت؟ ربما نماذج قليلة جدا في العالم العربي، ربما البحرين؟ ما متأكد، بس اللي متأكد منه إنه مثل النموذج العماني ما لقيت أبدا نموذج يشبهه.

أنا عارف وضعي، وعارف إنه محدود، وعارف إنه علي تحفظات كثيرة، وما ألوم اللي لديه تحفظاته. حظي إني عماني، وإنه سلاطين عمان ما فيهم شيمة الحقد والانتقام، وحظي إنه المجتمع في عمان يتقبل الفرصة الثانية (بشكل محدود) وأعرف إنه سالفة أسوي راس وأناطح الدولة مرة ثانية بتطلع مني الأوّل والتالي، وأعرف إنه ما حد من حقه قانونيا يسيّس حياتي بعد العفو، وأعرف إنه العفو بحكم القانون وإنه تحميه دولة لو تجرأ عليه فرد بدون وجه حق، وأعرف إنه العفو فرصة أخيرة لي وما شيء بعدها فرصة أخرى وحالي حال أي مواطن عمان، وأعرف إني متقبل هذي الحياة، وراضي بها، وما أجاحد في أي شيء.

حياتي في عمان كلها جاية من عطف السلطان هيثم بي، ومتأكد لو كان السلطان قابوس رحمه الله على قيد الحياة وطلبت العفو لكنت عدت لعمان بالطريقة نفسها، وبالحياة نفسها. فقط، كل حياتي مرتهنة بصدفة إني عماني، غير ذلك، ما يرجع لك لاجئ سابق، وتو ناشط اجتماعي تحيط به المحبة لأنه صار عاقل وبدأ صفحة جديدة ويُعطى فرصة للعطاء. هذا فقط في عمان، بس أيضا في عمان أعرف إنه هُناك جانب آخر ضمني، يشكل حاجزا وسقفا لحياتي، وأعرف هذا الشيء زين زين ومتعايش معه. من حق أي شخص ما يحبني، من حق أي شخص يرفضني، من حق أي شخص ما يقبلني، بس ما من حق أي شخص يضرني، وما من حق أي شخص يظلمني، وطبعا ما من حق أي شخص يحاسبني على خطأ لم يحدث في حقه.

لذلك، متبني سياسة الدفاع عن النفس، وراضي بالممكن من الحياة، وعايش حياتي بهدوء، وأكتب في الشؤون العامة كما يكتب أي شخص منكم في تويتر، وممشي الأمور بالحسنى. عاد أتمنى الصديق، والعدو، والمحب، والحاسد إنه يقرأ هذا الكلام، ويهجع شوية، ويتذكر إنه عمان تغفر ولا تنسى. فما يحتاج تعيد وتزيد في ملف معاوية المغلق لأنه أصلا ملف مثل ملفي، يسحب من الطاولة، لكنه دائما وأبدا يبقى في الدرج الأول، (وإن عدتم عدنا) عارف هذا الشيء، وأعيش بتجنب تام لأي ظرف يمكن يضعني في معمعة هذي المرة ما أعرف أي معجزة ممكن تنقذني منها.

هذا الشيء أقوله من قلبي، ومن قلب قلبي، فقط عطف السلطان هيثم بي والعفو هو اللي خلاني أرجع وأعيش حياة في عمان بدون ما يمسني ضرر، أو أذى.
حياتي بها صعوبات، وبها تحديات، بس بكون غبي لو توقعت إنه شخص عاش تجاربي فلن تترك أثرا مزمنا عليه. أعرف كل هذا، وأقبله، والذي لا أقبله هو أن يعتدي عليَّ أحد، وقتها، حقي هو حقي، لا أتنازل عنه، ودفاعي عن نفسي سيذهب إلى أبعد شيء ممكن.

هذا موقفي العام في عمان، فلو كنت صديق، هذا أنت عرفت الحواجز والتحفظات اللي أمامي، ولو كنت عدو هذا عرفت إنه مساحتك محدودة في منطقية إعاقتي، وما دمت تفعل ما تفعله بطريقة قانونية، ما بيدي أقول لك أي شيء: هي كذاك الحياة ضرائب، وأسوأها أن يكون عدو مثلك على حق!

وأظن يسد، وواضح الكلام.